[/
يقتصر دور مسجد باريس على كونه أكثر مواقع اقامة الصلاة أهمية لمسلمي فرنسا البالغ عددهم اكثر من خمسة ملايين نسمة ولكنه أيضا يعتبر بوابه يدخل منها الراغبون في التعرف على ثقافة العرب المسلمين.
وبني المسجد في عشرينات القرن الماضي على الطراز الاندلسي تقديرا لذكرى 100 الف مسلم قتلوا في الحرب العالمية الاولى. ويضم المسجد مقهى رائعا يقدم الحلوى الشرقية ومكتبة عامرة وقاعة لتناول الشاي ومطعما مزخرفا على نمط المطاعم في بلاد المغرب العربي وحماما ومتجرا للهدايا.
وقال حسين الريس وهو عضو في مجلس من مسلمي فرنسا يدير المسجد "من ضمن الانشطة المتعددة في هذه المؤسسة الدينية المحاضرات وتعليم اللغة العربية وتحثيث الناس لمعرفة الثقافة الاسلامية وهذا يمر على قنوات مختلفة وبخاصة بواسطة هذه المكتبة المتواضعة التي تحتوي على عدة الاف من الكتب باللغة العربية والفرنسية والانجليزية وبعض اللغات الاخرى وهي تقدم صورة صادقة عن القران الكريم ولغة القران الكريم والفقه والحضارة الاسلامية."
واضاف الريس "للمسجد عدة علاقات طبعا اجتماعية وثقافية وكذلك هناك جانب نوعا ما تجاري سياحي وهذا دور مكمل يعني هنا مثلا مطعم ومقهى طبعا تمثل صورة عن الحضارة العربية الاسلامية الشرقية وهناك حمام شرقي وهناك حانوت صغير يقدم بعض الهدايا او التحف التي تأتي من المشرق العربي او المغرب العربي وهذه كلها تدخل في اطار متناسق لاعطاء صورة عن ثقافتنا وديننا."
وعندما يكون الجو جميلا فان الساحة المفروشة بالبلاط الازرق والابيض تعج بالزبائن الذين يرشفون الشاي بالنعناع ويقضمون حلوى البقلاوة المشبعة بالعسل.
وفي المطعم الذي تفوح منه روائح الكمون والكزبرة تقدم اطباق الكسكسي مع اللحوم المتبلة والخضار والطواجن والاطباق التقليدية العربية الاخرى.
ويتوافد الطلاب من الاماكن الدراسية القريبة في الحي اللاتيني على المكان وغالبيتهم يستمتعون بجو رائع بالجلوس حول طاولات من الخيزران تحت نخيل مزروع في اصص حول نافورة صغيرة.
وهذه الزينة الباذخة في المكان من جدران من الفسيفساء وأفنية مرصوفة بالبلاط الملون والنوافير كلها من ابداع فنانين من شمال افريقيا استخدموا مواد كثيرة جلبوها من بلادهم.
ويوجد في فرنسا اكبر جالية من المسلمين في اوروبا الغربية. وكثير من المسلمين هناك ولدوا مواطنين فرنسيين يتكملون عربية ضعيفة اولا يتكلمونها وغالبيتهم مندمجون في المجتمع الفرنسي رغم بعض الشكوى من الاستعلاء العنصري.